النباتات.. مساكن الأرواح

لوحة جوستف كليمت

حين ذهب أحد العميان للمسيح عيسى ابن مريم، قال له: “يا سيد أبصر الناس كأشجار يسيرون”. لم يكن الأعمى شاعراً، ولم تكن بالطبع الأشجار تسير في هذا الزمان، لكن الأساطير كانت لا تزال أثرها قوياً رغم ظهور الأديان التي حسمت كيفية بدء الخليقة، إذ كان يُظن في الماضي السحيق أن الأشجار أرواح أو مساكن للأرواح، فهناك على سبيل المثال أسطورة تقول إن بقرة كانت تذهب بانتظام وتقف تحت شجرة عتيقة تخرج من جذعها عجوز تحلبها ثم تعود للشجرة من جديد، لذا كان طبيعياً أن يشعر الإنسان البدائي بالرهبة أمام الأشجار، ويرى فيها الإله الذي في مخيلته، الإله الضخم الذي يمد أذرعه المتعددة ليحميه من تقلبات الطبيعة، ويمطر فوق رأسه الثمار، ونجد في ملحمة المهابهاراتا الهندية إلى أي حد ذهب خيال الأقدمين، إذ يُروى أنه كان هناك شجرة تين عملاقة يتدلى من أغصانها نُساك متعبدون.

متابعة قراءة النباتات.. مساكن الأرواح